للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

"جلبت جلوبة (١) إلى المدينة في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما فرغت من بيعتي، قلت: لألقين هذا الرجل؟ فلأسمعن منه. قال: فتلقاني بين أبي بكر وعمر يمشون، فتبعتهم في أقفائهم، حتى أتوا على رجل من اليهود ناشر التوراة يقرؤها، يعزي بها نفسه على ابن له في الموت كأحسن الفتيان وأجمله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنشدك بالذي (أنزل) (٢) التوراة هل تجد في كتابك ذا صفتي ومخرجي؟ فقال برأسه هكذا، أي لا. فقال ابنه: أي والذي أنزل التوراة، إنا لنجد في كتابنا صفتك ومخرجك، وأشهد أن لا إله إلا الله وإنك رسول الله. فقال: أقيموا اليهودي عن أخيكم. ثم ولي كفنه وجننه (٣) والصلاة (٤) عليه".

٦٣٨٣ - عن سالم، عن أبيه -هو عبد الله بن عمر- قال: "بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - خالد بن الوليد إلى بني جَذيْمة، فدعاهم إلى الإسلام، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا. فجعلوا (يقولون) (٥) صَبأْنا صَبأْنا (٦). فجعل خالد يقتل ويأسر، ودفع إلى كل رجل منا أسير، حتى إذا كان يومٌ أمر خالد أن يقتل كل رجل منا أسيره، فقلت: (لا) (٧) والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجل من أصحابي أسيره. حتى قدمنا على النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرناه، فرفع يديه، فقال: اللَّهم إني أبرأ إليك مما


(١) الجَلوبة -بالفتح- ما يُجلب للبيع من كل شيء، وجمعه: الجلائب. النهاية (١/ ٢٨٢).
(٢) من المسند.
(٣) أي: دفنه وستره. النهاية (١/ ٣٠٧) وفي المسند: "حنطه" والحَنوط والحناط واحد وهو ما يخلط من الطيب لأكفان الموتى وأجسامهم خاصة. النهاية (١/ ٤٥٠).
(٤) في المسند: وصلى.
(٥) في "الأصل": يقولوا. والمثبت من صحيح البخاري.
(٦) يقال: صبأ فلان إذا خرج من دين إلى دين غيره، من قولهم: صبأ ناب البعير: إذا طلع، وصبأت النجوم: إذا خرجت من مطالعها. النهاية (٣/ ٣).
(٧) ليست في صحيح البخاري.

<<  <  ج: ص:  >  >>