للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولده ببيته، أي بيت ولد القاضي، جمال الدين أبي السعود إلى العصر، وأرسل مع عبيد القاضي إلى بيت نفسه، وفي الحال جاء إلى المدرسة لأجل الخبز الذي يفرق حتى لا يفوته شيء من العادة، فإننا سمعنا انه يأخذ نحو المائة رغيف ويعطي نائب المحتسب سنقر الجمالى عشرة أرغفة، وشمس الدين المنشلي عشرة أرغفة، ونور الدين علي بن ناصر عشرة أرغفة وهما شاهدا الوقف. ويقال: لهما أكثر من ذلك. واجتمع الشيخ موسى الظاهري أيضا بالأمير الباش برسباي وحكى له ما اتفق له فأجابه بأنه ما يدخل في هذه القضية إذا لم يدخل القاضي الشافعي فيها ثم اجتمع أيضا بالقاضي الشافعي فهون عليه وخفضه (١) وقال له: الأحسن (٢) أن تصبر إلى الموسم وتجعل قضيتك عند أمير الحاج.

فما وسعه غير الصبر بعدم الناصر، وهذا شأن قضايا المتجاهلين، وهذا الزمان في هذا المعنى أشبه بزمان بني إسرائيل، فإن سيدنا رسول الله قال: [كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه وإذا سرق فيهم الضعيف قطعوه] (٣). فالمستعان (٤) بالله، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وبعد عصر تاريخه وجد الشيخ شرف الدين موسى الظاهري صبي نور الله [العجمي] (٥) الذي يقال له شرف الدين العجمي بالرباط وقال له: أنا وأنت


(١) خفض الشيء سهل ولان. أنيس: المعجم الوسيط، ص ٢٦٩.
(٢) وردت في الأصل "إلا احسن" والتعديل هو الصواب عن (ب).
(٣) عن عروة عن عائشة قالت "إن امرأة مخزومية من بني مخزوم سرقت، فقالوا: من يكلم فيها النبي ؟ فلم يجترئ أحد أن يكلمه فكلمه أسامة بن زيد. فقال: إن بني إسرائيل كان إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف قطعوه، لو كانت فاطمة لقطعت يدها" رواه البخاري في كتاب "المناقب" رقم الحديث (٣٤٥٣).
(٤) وردت في الأصل "فا المستعان" والتعديل هو الصواب عن (ب).
(٥) ساقطة في الأصل والمثبت ما بين حاصرتين عن (ب).