للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أهل العلم يذكرون أن الناس -إلا من ذكرت عائشة ممن كان يهل بمناة- كانوا يطوفون كلهم بالصفا والمروة، فلما ذكر (اللَّه تعالى) (١) الطواف بالبيت ولم يذكر الصفا والمروة في القرآن قالوا: يا رسول الله كنا نطوف بالصفا (والمروة) (١) وإن الله -عز وجل- أنزل الطواف بالبيت، فلم يذكر الصفا، فهل علينا من حرج أن نطوف بالصفا والمروة؟ فأنزل الله -عز وجل- {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} الآية، قال أبو بكر: فأَسمَعُ هذه الآية نزلت في الفريقين (كليهما) (١) في الذين كانوا يتحرجون أن يطوفوا في الجاهلية بالصفا والمروة، والذين يطوفون ثم تحرجوا أن يطوفوا بهما في الإسلام من أجل أن الله أمر بالطواف بالبيت ولم يذكر الصفا، حتى ذكر ذلك بعدما ذكر الطواف بالبيت".

رواه خ (٢) -وهذا لفظه- ومسلم (٣).

٤٣٢٩ - وعن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قال: "قلت لها: إني لأظن رجلاً لو لم يطف بين الصفا والمروة ما ضره. قالت: لم؟ قلت: لأن الله يقول: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ ... } إلى آخر الآية، فقالت: ما أتم الله حج امرئ ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة ولو كان كما تقول لكان فلا جناح عليه أن لا يطوف بهما، وهل تدري فيما كان ذلك (إنما كان ذاك) (٤) أن الأنصار كانوا يهلون في الجاهلية لصنمين على شط البحر يقال لهما: إساف ونائلة (٥)، ثم يجيئون فيطوفون (بين الصفا) (٤) والمروة ثم يحلقون، فلما جاء الإسلام كرهوا أن


(١) من صحيح البخاري.
(٢) صحيح البخاري (٣/ ٥٨١ - ٥٨٢ رقم ١٦٤٣).
(٣) صحيح مسلم (٢/ ٩٢٨ رقم ١٢٧٧).
(٤) من صحيح مسلم.
(٥) قال القاضي عياض: هكذا وقع في هذه الرواية. قال: وهو غلط، والصواب ما جاء في الروايات الأخر في الباب "يهلون لمناة"، وفي الرواية الأخرى: "لمناة الطاغية التي=

<<  <  ج: ص:  >  >>