للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقام رجل من ورائه، فقال: يا محمد، ما عدلت في القسمة. رجل أسود مطموم الشعر (١)، عليه ثوبان أبيضان، فغضب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غضبًا شديدًا، وقال: والله لا تجدون بعدي رجلاً هو أعدل مني. ثم قال: يخرج في آخر الزمان قوم -كأن هذا منهم- يقرءون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية، سيماهم التحليق، لا يزالون يخرجون حتى يخرج آخرهم مع المسيح الدجال، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم، هم شر الخلق والخليقة".

رواه النسائي (٢).

٦٣٢٧ - عن أيوب، عن حميد بن هلال، عن رجل من عبد القيس -كان مع الخوارج ثم فارقهم- قال (٣): "دخلوا قرية فخرج عبد الله بن خباب ذعرًا، يجر رداءه، فقالوا: لَمْ تُرَعْ؟ قال: واللَّه لقد رعتموني. قالوا: أنت عبد الله بن خباب صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. قالوا: فهل سمعت من أبيك حديثًا يحدثه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تحدثنا به؟ قال: نعم، سمعته يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه ذكر فتنة القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، قال: فإن أدركت ذلك فكن عبد الله المقتول -قال أيوب: ولا أعلمه إلا قال: ولا تكن عبد الله القاتل- قالوا: أنت سمعت هذا من أبيك يحدثه عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم. قال: فقدموه على ضفة النهر فضربوا عنقه، فسأل دمه كأنه شراك نعل، ما ابذقر (٤)، وبقروا أم


(١) طَمَّ شعره: أي جزه واستأصله. النهاية (٣/ ١٣٩).
(٢) سنن النسائي (٧/ ١١٩ - ١٢٠ رقم ٤١١٤) وقال النسائي: شريك بن شهاب ليس بذلك المشهور.
(٣) في "الأصل": قالوا. والمثبت من المسند.
(٤) رواه بعضهم بالميم "امذقر"، وهو بمعناه، قال أبو عبيد: أي ما امتزج بالماء، وقال=

<<  <  ج: ص:  >  >>