للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال: يا عائشة، كأن ماءها نُقاعة (١) الحنَّاء، وكأن رءوس نخلها رءوس الشياطين. قلت: يا رسول الله، أفلا استخرجته؟ قال: قد عافاني الله، فكرهت أن أُثَوِّر على الناس فيه شرًّا. فأمر بها فدُفنت".

أخرجاه (٢)، وهذا لفظ البخاري.

وله (٣) في لفظٍ: عن عائشة: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُحِر، حتى كان يرى يأتي النساء ولا يأتيهن -قال سفيان: وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا- فقال: يا عائشة، أعلمت أن الله -عز وجل- قد أفتاني فيما استفتيته فيه، أتاني رجلان (فقعد) (٤) أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال الذي عند رأسي للآخر: ما بال الرجل؟ قال: مطبوب. قال: ومَن طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم - (رجل) (٤) من بني زريق حليف ليهود، وكان منافقًا- قال: وفيم؟ قال: في مشط ومشاقة. قال: وأين هو؟ قال: في جف طلعة ذكر تحت رَعُوفة (٥) في بئر ذروان. قالت: فأتى (النبي - صلى الله عليه وسلم -) (٦) البئر حتى استخرجه. فقال: هذا البئر التي أُريتها، وكأن ماءها نقاعة الحناء، وكأن نخلها رءوس الشياطين. قال: فاستخرج. قالت: فقلت: أفلا -أي تنشرت (٧) فقال: أما الله فقد شفاني (وكرهت أن أثير على


(١) بضم النون وتخفيف القاف، والحناء معروف، وهو بالمد، أي: أن لون ماء البئر لون الماء الذي ينقع فيه الحناء. فتح الباري (١٠/ ٢٤١).
(٢) البخاري (١٠/ ٢٣٢ رقم ٥٧٦٣)، ومسلم (٤/ ١٧١٩ - ١٧٢١ رقم ٢١٨٩).
(٣) صحيح البخاري (١٠/ ٢٤٣ رقم ٥٧٦٥).
(٤) من صحيح البخاري.
(٥) هي صخرة تُترك في أسفل البئر إذا حفرت تكون ناتئة هناك، فإذا أرادوا تنقية البئر جلس المنقي عليها، وقيل: هي حجر يكون على رأس البئر يقوم المستقي عليه. النهاية (٢/ ٢٣٥).
(٦) من صحيح البخاري.
(٧) النشرة -بالضم- ضرب من الرقية والعلاج، يعالج به من كان يُظن أن به مسًّا من=

<<  <  ج: ص:  >  >>