(صحيح مسلم ١/١٦٣ ح ١٨١- ك الإيمان، ب إثبات رؤية المؤمنين في الآخرة ربهم سبحانه وتعالى) . وقد أخرجه الترمذي (السنن ٥/٢٨٦ ح ٣١٠٥- ك التفسير، ب ومن سورة يونس) ، وأحمد (المسند ٦/١٥-١٦) ، وابن أبي حاتم (التفسير- سورة يونس/٢٦ ح ٢٠٣٤) ، وابن خزيمة (التوحيد ١/٤٤٣-٤٤٤ ح ٢٥٨) ، من طرق عن حماد بن سلمة بن وجاء عند الترمذي وابن خزيمة: عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في قوله تعالى (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) قال: "إذا دخل ... الحديث. ووقع عند أحمد وابن أبي حاتم ذكر الحديث كما عند مسلم وفي آخره: ثم قرأ (للذين أحسنوا الحسنى وزيادة) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله:(للذين أحسنوا الحسنى) ، يقول: للذين شهدوا أن لا إله إلا الله.
قال ابن كثير: لما أخبر تعالى عن حال السعداء الذين يضاعف لهم الحسنات ويزدادون على ذلك عطف بذكر حال الأشقياء فذكر تعالى عدله فيهم وأنه يجازيهم على السيئة بمثلها لا يزيدهم على ذلك (وترهقهم) أي تعتريهم وتعلوهم ذلة من معاصيهم وخوفهم منها كما قال: (وتراهم يعرضون عليها خاشعين من الذل) الآية، وقال تعالى (ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤوسهم) الآيات، وقوله (ما لهم من الله من عاصم) أي مانع ولا واق يقيهم العذاب كقوله تعالى (يقول الإنسان يومئذ أين المفر كلا لا وزر إلى ربك يومئذ المستقر) وقوله: (كأنما أغشيت وجوههم) الآية إخبار عن سواد وجوههم في الدار الآخرة كقوله تعالى (يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون) وقوله تعالى (وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة ووجوه يومئذ عليها غبرة) الآية.