قوله تعالى (فأنجيناه والذين معه برحمة هنا وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا وما كانوا مؤمنين)
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى (وقطعنا دابر الذين كذبوا بآياتنا) الآية.
لم يبين هنا كيفية قطعه دابر عاد، ولكنه بينه في مواضع أخر كقوله (وأما عاد فأهلكوا بريح صرصر عاتية) الآية، وقوله (وفي عاد إذ أرسلنا عليهم الريح العقيم) الآية، ونحو ذلك من الآيات.
قوله تعالى (وإلى ثمود أخاهم صالحاً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم بعذاب أليم)
قال أحمد: ثنا عبد الرزاق، ثنا معمر، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن أبي الزبير، عن جابر قال: لما مرَّ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالحجر قال:"لا تسألوا الآيات، وقد سألها قوم صالح فكانت ترد من هذا الفج وتصدر من هذا الفج، فعتوا عن أمر ربهم فعقروها، فكانت تشرب ماءهم يوماً ويشربون لبنها يوماً، فعقروها فأخذتهم صيحة، أهمد الله من تحت أديم السماء منهم إلا رجلاً واحداً، كان في حرم الله عز وجل "قيل: من هو يا رسول الله؟ قال:"هو أبو رغال، فلما خرج من الحرم أصابه ما أصاب قومه".
(المسند ٣/٢٩٦) ، وأخرجه الطبري (التفسير ١٢/٥٣٧ ح ١٤٨١٧) عند الآية (٧٣) من الأعراف، والحاكم (المستدرك ٢/٣٢٠) كلاهما من طريق إسحاق بن إبراهيم، عن عبد الرزاق به.
قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وصححه الذهبي على شرطهما. وقال ابن كثير: على شرط مسلم (التفسير ٢/٣٦٤) . وأخرجه ابن حبان في صحيحه (الإحسان ١٤/٧٧ ح ٦١٩٧) ، وأخرجه الحاكم (المستدرك ٢/٣٤٠-٣٤١) من طريق: مسلم بن خالد، عن ابن خثيم به، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وحسن ابن حجر إسناده (فتح الباري ٦/٢٧٠) . وعزاه الهيثمي لأحمد والبزار والطبراني في الأوسط وقال ورجال أحمد رجال الصحيح (المجمع ٦/١٩٤ و٧/٣٨) .