قوله تعالى (والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً)
قال ابن حبان: أخبرنا الحسن بن سفيان، حدثنا حِبان بن موسى، أخبرنا عبد الله، عن صفوان بن عَمْرو، قال: حدثني عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيه، قال: جلسنا إلى المقداد بن الأسود يوماً، فمرّ به رجل، فقال: طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، والله لوددنا أنّا رأينا ما رأيت، وشهدنا ما شهدت، فاستغضب، فجعلت أعجب، ما قال إلا خيرا، ثم أقبل إليه، فقال: ما يحمل الرجل على أن يتمنى محضرا غيّبه الله عنه، لا يدري لو شهده كيف كان يكون فيه، والله لقد حضر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أقوام أكبّهم الله على مناخرهم في جهنم لم يُجيبوه ولم يصدقوه، أو لا تحمدون الله إذ أخرجكم تعرفون ربكم، مصدقين لِما جاء به نبيكم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قد كفيتم البلاء بغيركم؟ والله لق بُعث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على أشد حال بُعث عليها نبي من الأنبياء وفترة وجاهلية ما يرون أن دينا أفضل من عبادة الأوثان، فجاء بفرقان فرّق بين الحق والباطل، وفرق بين الوالد وولده، حتى إذ كان الرجل ليرى ولَدَه أو والده أو أخاه كافراً وقد فتح الله قفل قلبه للإيمان يعلم أنه إن هلك دخل النار، فلا تقر عينه، وهو يعلم أن حبيبه في النار، وأنها التي قال الله:(الذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين) الآية.
(الإحسان ١٤/٤٨٩-٤٩٠ - ك التاريخ، ب تبليغه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الرسالة وما لقي من قومه) ، وأخرجه أحمد في (مسنده ٦/٢-٣) . وقال ابن كثير عن رواية أحمد. هذا إسناد صحيح ولم يخرجوه. وقال محقق الإحسان: إسناده صحيح على شرط مسلم) وأخرجه البخاري في الأدب المفرد (١/١٦٩ ح ٨٧) من طريق عبد الله بن المبارك به، وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد (ح ٦٤) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله:(هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين) يعنون: من يعمل لك بالطاعة، فتقر بهم أعيننا في الدنيا والآخرة.