قال الترمذي: حدثنا عبد بن حميد. حدثنا عثمان بن عمر، عن المستمر بن الريان، عن أبي نضرة قال: قرأ أبو سعيد الخدري: (واعلموا أن فيكم رسول الله لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم) قال: هذا نبيكم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُوحى إليه، وخيارُ أئمتكم لو أطاعهم في كثير من الأمر لعنتوا فكيف بكم اليوم؟.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح غريب. (السنن ٥/٣٨٨-٣٨٩ - ك التفسير، ب سورة الحجرات ح٣٢٦٩) ، وصححه الألباني في (صحيح سنن الترمذي) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (واعلموا أن فيكم رسول الله) ... حتى بلغ (لعنتم) هؤلاء أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لو أطاعهم نبي الله في كثير من الأمر لعنتم.
قال ابن كثير: وقوله (واعلموا أن فيكم رسول الله) أي: اعلموا أن بين أظهركم رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فعظموه ووقروه، وتأدبوا معه، وانقادوا لأمره، فإنه أعلم بمصالحكم، وأشفق عليكم منكم، ورأيه فيكم أتم من رأيكم لأنفسكم، كما قال تعالى (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم) . ثم بين أن رأيهم سخيف بالنسبة إلى مراعاة مصالحهم فقال (لو يطيعكم في كثير من الأمر لعنتم) أي: لو أطاعكم في جميع ما تختارونه لأدى ذلك إلى عنتكم وحرجكم، كما قال تعالى (ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن بل أتيناهم بذكرهم فهم عن ذكرهم معرضون) .
وانظر سورة البقرة آية (١٨٦) لبيان معنى لفظ: الراشدون.
قال مسلم: حدثنا محمد بن عبد الأعلى القيسي. حدثنا المعتمر عن أبيه، عن أنس بن مالك. قال: قيل للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: لو أتيتَ عبد الله بن أُبيّ؟ قال: فانطلق إليه. وركب حماراً. وانطلق المسلمون. وهي أرضٌ سَبَخةٌ. فلمّا أتاه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -