قال الطبري: حدثني المثنى قال: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان، عن عاصم، عن أبي رزين، عن عبد الله -وهو ابن مسعود- قال: النعاس في القتال أمنة من الله عز وجل، وفي الصلاة من الشيطان.
وأخرجه من طريق عبد الرزاق عن سفيان الثوري به. وسنده صحيح.
انظر حديث مسلم السابق تحت الآية (٩) من السورة نفسها.
وأخرجه مسلم بسنده الصحيح عن أبي هريرة مرفوعاً:"اجتنبوا السبع الموبقات ... ومنها ... التولى يوم الزحف".
(الصحيح ١/٩٢ ح ٨٩ -الأيمان- ب الكبائر) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: نزل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يعني: حين سار إلى بدر والمسلمون بينهم وبين الماء رملة دعصة، فأصاب المسلمين ضعف شديد، وألقى الشيطان في قلوبهم الغيظ، فوسوس بينهم: تزعمون أنكم أولياء الله وفيكم رسوله، وقد غلبكم المشركون على الماء، وأنتم تصلون مجنبين! فأمطر الله عليهم مطراً شديدا، فشرب المسلمون وتطهروا وأذهب الله عنهم رجز الشيطان، وثبت الرمل حين أصابه المطر، ومشى الناس عليه والدواب، فساروا إلى القوم، وأمد الله نبيه بألف من الملائكة، فكان جبريل عليه السلام في خمسمئة من الملائكة مجنّبة، وميكائيل في خمسمئة مجنّبة.
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى (إذ يغشيكم النعاس أمنة منه) ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة أنه ألقى النعاس على المؤمنين ليجعل قلوبهم آمنة غير خائفة من عدوها، لأن الخائف الفزع لا يغشاه النعاس، وظاهر سياق هذه الآية أن النعاس ألقي عليهم يوم بدر، لأن الكلام هنا في وقعة بدر، كما لا يخفى.
وذكر في سورة آل عمران أن النعاس غشيهم أيضاً يوم أحد وذلك في قوله تعالى في وقعة أحد (ثم أنزل على من بعد الغم أمنة نعاساً) الآية.