يحلق بعضاً، حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غماً. ثم جاء نسوة مؤمنات، فأنزل الله تعالى (يا أيها الذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهن) حتى بلغ (بعصم الكوافر) فطلق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشرك، فتزوج إحداهما معاوية بن أبي سفيان والأخرى صفوان بن أمية ثم رجع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - إلى المدينة ... (الصحيح ٥/٩٢٣-٣٣٣ ح٢٣٧٢ - ك الشروط، ب الشروط في الجهاد) .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، قوله (فامتحنوهن) قال: سلوهن ما جاء بهن فإن كان جاء بهن، غضب على أزواجهن، أو سخطة، أو غيره، ولم يؤمن فارجعوهن إلى أزواجهن.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (فامتحنوهن) كانت محنتهن أن يستحلفن بالله ما أخرجكن النشوز، وما أخرجكن إلا حب الإسلام وأهله، وحرص عليه، فإذا قلن ذلك قبل ذلك منهن.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة وكان الزهري يقول: إنما أمر الله برد صداقهن إليهم إذا حبسن عنهم إن هم ردوا المسلمين على صداق من حبسوا عنهم من نسائهم.
انظر سورة البقرة آية (٢٣٣) لبيان لا جناح أي: لا حرج.
قوله تعالى (وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا) أخرج الطبري بسنده الصحَيح عن مجاهد (ولا تمسكوا بعصم الكوافر) قال: أصحاب محمد أمروا بطلاق نسائهم كوافر بمكة، قعدن مع الكفار.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (ولا تمسكوا بعصم الكوافر) مشركات العرب اللاتي يأبين الإسلام أمر أن يخلي سبيلهن.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، في قول الله (واسألوا ما أنفقتم وليسئلوا ما أنفقوا) قال: ما ذهب من أزواج أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى الكفار، فليعطهم الكفار صدقاتهن، وليمسكوهن، وما ذهب من أزواج الكفار إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فمثل ذلك في صلح بين محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وبين قريش.