قال الإمام أحمد: حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا شيبان، عن عاصم، عن أبي رزين، عن أبي يحيى مولى ابن عقيل الأنصاري قال ابن عباس: لقد علمت آية من القرآن ما سألني عنها رجل قط، فما أدري أعلمها الناس، فلم يسألوا عنها، أم لم يفطنوا لها، فيسألوا عنها؟! ثم طفق يحدثنا، فلما قام، تلاومنا أن لا نكون سألناه
عنها، فقلت: أنا لها إذا راح غداً، فلما راح الغد، قلت: يا ابن عباس، ذكرت أمس أن آية من القرآن لم يسألك عنها رجل قط، فلا تدري أعلمها الناس، فلم يسألوا عنها، أم لم يفطنوا لها؟ فقلت: أخبرني عنها، وعن اللاتي قرأت قبلها.
قال: نعم، إن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال لقريش:"يا معشر قريش، إنه ليس أحد يعبد من دون الله فيه خير" وقد علمت قريش أن النصارى تعبد عيسى ابن مريم، وما تقول في محمد، فقالوا: يا محمد، ألست تزعم أن عيسى كان نبياً وعبداً من عباد الله صالحاً؟ فلئن كنت صادقاً، فإن آلهتهم لكما تقولون. قال: فأنزل الله عز وجل: (ولما ضرب ابن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون) الزخرف: ٥٧.
قال: قلت: ما يصدون؟ قال: يضجون، (وإنه لعلم للساعة) الزخرف: ٦١، قال: هو خروج عيسى ابن مريم عليه السلام قبل يوم القيامة.