للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

مخرج ما كانوا يحذرونه، وذكر في موضع آخر أنه فاعل ذلك، وهو قوله تعالى (أم حسب الذين في قلوبهم مرض أن لن يخرج الله أضغانهم) إلى قوله: (ولتعرفنهم في لحن القول) ، وبين في موضع آخر شدة خوفهم، وهو قوله: (يحسبون كل صيحة عليهم) .

أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد: (يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة) قال يقولون القول بينهم، ثم يقولون: عسى الله أن لا يفشي سرنا علينا.

أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قال: كانت تسمى هذه السورة: (الفاضحة) فاضحة المنافقين.

قوله تعالى (ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون)

قال الطبري: حدثنا علي بن داود قال، حدثنا عبد الله بن صالح قال، حدثنا الليث قال، حدثني هشام بن سعيد، عن زيد بن أسلم: أن رجلاً من المنافقين قال لعوف بن مالك في غزوة تبوك: ما لقرائنا هؤلاء، أرغبنا بطوناً وأكذبنا ألسنة، وأجبننا عند اللقاء؟ فقال له عوف: كذبت، ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فذهب عوف إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ليخبره، فوجد القرآن قد سبقه، قال زيد: قال عبد الله بن عمر: فنظرت إليه متعلقاً بحقب ناقة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تنكبه الحجارة، يقول: "إنما كنا نخوض ونلعب". فيقول له النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون"؟ ما يزيده.

(التفسير ١٤/٣٣٣ ح ١٦٩١١، وأخرجه أيضاً ح ١٦٩١٢) ، وابن أبي حاتم (التفسير - التوبة/٦٥ ح ١٣٠٧) كلاهما من يونس بن عبد الأعلى، عن عبد الله بن وهب، عن هشام بن سعد به. وصحح إسناده محمود شاكر في حاشية الطبري. وقال مقبل الوادعي: رجاله رجال الصحيح إلا هشام ابن سعد فلم يخرج له مسلم إلا في الشواهد كما في الميزان (الصحيح المسند من أسباب النزول ص٧٨) وله شاهد من حديث كعب بن مالك، أخرجه ابن أبي حاتم (التفسير ح ١٣٠٦) من طريق عبد الرحمن ابن كعب، عن أبيه قال محققه: إسناده حسن) .

<<  <  ج: ص:  >  >>