قال ابن كثير: وقوله: (وكذلك أنزلناه حكما عربيا) أي وكما أرسلنا قبلك المرسلين، وأنزلنا عليهم الكتب من السماء، كذلك أنزلنا عليك القرآن محكما معربا، شرفناك به، وفضلناك على من سواك بهذا الكتاب المبين الواضح الجلي الذي (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد) .
وانظر سورة فصلت آية (٣) .
قوله تعالى (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية)
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية) الآية بين في هذه الآية الكريمة أن الرسل قبله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من جنس البشر يتزوجون ويلدون وليسوا ملائكة وذلك أن الكفار استغربوا بعث آدمي من البشر كما قال تعالى (وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا أبعث الله بشرا رسولا) فأخبر أنه يرسل البشر الذين يتزوجون ويأكلون كقوله (وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق) وقوله (وما جعلناهم جسدا لايأكلون الطعام) الآية.
قال النسائي: أخبرنا محمد بن عبد الله الخلنجي قال: حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم قال: حدثنا حصين بن نافع المازني قال: حدثني الحسن عن سعد بن هشام أنه دخل على أم المؤمنين عائشة قال: قلت: إني أريد أن أسألك عن التبتل، فما ترين فيه؟ قالت: فلا تفعل، أما سمعت الله عز وجل يقول (ولقد أرسلنا رسلا من قبلك وجعلنا لهم أزواجا وذرية) ؟ فلا تتبتل.
(السنن ٦/٦٠- ك النكاح، في النهي عن التبتل) ، وأخرجه أيضا أحمد في مسنده (٦/٩٧) عن أبي سعيد مولى بني هاشم بإسناده، فذكره في جزء من حديث، وقال الألباني في صحيح سنن النسائي