قلت: فما تأمرنى؟ قال:"تلزم بيتك". قلت: فإن دخل على بيتى؟ قال:"فإن خشيت أن يبهرك شعاع السيف فألق ثوبك على وجهك يبوء بإثمك وإثمه".
(السنن ٤/١٠١ ح ٤٢٦١ - ك الفتن والملاحم، ب في النهي عن السعي في الفتة) ، وأخرجه ابن ماجة (السنن ٢/١٣٠٨ ح ٣٩٥٨ - ك الفتن، ب التثبت في الفتنة) عن أحمد بن عبدة عن حماد به، وعنده زيادة قوله:"فيكون من أصحاب النار"، وأخرجه أحمد (المسند ٥/١٦٣) عن عبد العزيز العمي وابن حبان في صحيحه (الإحسان ١٥/٧٨-٧٩ ح ٦٦٨٥) من طريق مرحوم بن عبد العزيز، والحاكم في (المستدرك ٤/٤٢٣-٤٢٤) . من طريقين عن حماد بن سلمة، وحماد بن زيد، كلهم عن أبي عمران الجونى به نحوه. قال الحاكم: صحيح علي شرط الشيخين ... ووافقه الذهبي. وتعقبهما الألباني فقال: وحماد بن سلمة احتج به مسلم وحده ومثله عبد الله بن الصامت. وذكر للحديث عدة شواهد وصححه (الإرواء ٨/١٠٠-١٠٤) ، وصححه في تصحيح ابن ماجة أيضاً (رقم ٣١٩٧) .
وصححه محقق الإحسان على شرط مسلم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك) يقول: بقتلك إياي، وإثمك قبل ذلك.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله:(إني أريد أن تبوء بإثمي وإثمك) يقول: إني أريد أن يكون عليك خطيئتك ودمي، تبوء بهما جميعاً.
قوله تعالى (فطوعت له نفسه قتل أخيه فقتله)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد:(فطوعت له نفسه) قال: فشجعته.
قوله تعالى (فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يوارى سوءة أخيه قال ياويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأوارى سوءة أخي فاصبح من النادمين) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس:(فبعث الله غرابا يبحث في الأرض) قال: جاء غراب إلى غراب ميت فحثى عليه من التراب حتى واراه، فقال الذي قتل أخاه:(يا ويلتا أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب) الآية.