قوله تعالى (كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون)
قال ابن كثير: يقول تعالى: كذلك سلكنا التكذيب والكفر والجحود والعناد، أي أدخلناه في قلوب المجرمين، (لا يؤمنون به) أي بالحق (حتى يروا العذاب الأليم) أي: حيث لا ينفع الظالمين معذرتهم، ولهم اللعنة ولهم سوء الدار.
(فيأتيهم العذاب بغتة) أي: عذاب الله بغتة، (وهم لا يشعرون فيقولوا هل نحن منظرون) أي: يتمنون حين يشاهدون العذاب أن لو أنظروا قليلا ليعملوا بطاعة الله، كما قال تعالى (وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا ربنا أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أو لم تكونوا أقسمتم من قبل ما لكم من زوال) .
قوله تعالى (فيقولوا هل نحن منظرون أفبعذابنا يستعجلون)
انظر حديث مسلم عن أنس بن مالك المتقدم عند الآية (٢٠١) من سورة البقرة، وهو: حديث الرجل الذي دعا الله أن يعجل له العقوبة في الدنيا.
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى (أفبعذابنا يستعجلون) قد قدمنا الآيات الموضحة في سورة الرعد في الكلام على قوله تعالى (ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة) الآية.
قوله تعالى (أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون)
قال ابن كثير: قوله تعالى (أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون) أي: لو أخرناهم وأنظرناهم، وأملينا لهم برهة من الزمان وحينا من الدهر وإن طال، ثم جاءهم أمر الله، أيّ شيء يجدي عنهم ما كانوا فيه من النعيم، (كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها) وقال تعالى (يود أحدهم لو يعمر ألف سنة وما هو بمزحزحه من