قال ابن كثير: أي ما هم عليه من الضلال والدعوة إليه آناء الليل وأطراف النهار كقوله تعالى: (وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم) الآية ... (ومن يضلل الله فما له من هاد) كما قال (ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً) .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله:(بل زين للذين كفروا مكرهم) ، قال: قولهم.
قال ابن كثير: ذكر تعالى عقاب الكفار وثواب الأبرار، فقال بعد إخباره عن حال المشركين وما هم عليه من الكفر والشرك (لهم عذاب في الحياة الدنيا) أي بأيدي المؤمنين قتلا وأسرا، (ولعذاب الآخرة) أي المدخر مع هذا الخزي في الدنيا (أشق) أي من هذا بكثير، كما قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - للمتلاعنين:"إن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة" وهو كما قال صلوات الله وسلامه عليه، فإن عذاب الدنيا له انقضاء، وذاك دائم أبدا في نار هي بالنسبة إلى هذه سبعون ضعفا، ووثاق لا يتصور كثافته وشدته، كما قال تعالى:(فيومئذ لا يعذب عذابه أحد ولا يوثق وثاقه أحد) .
والحديث في صحيح مسلم في كتاب اللعان وانظر سورة طه آية (١٢٧) وتفسيرها.
قوله تعالى (أكلها دائم وظلها)
قال البخاري: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني مالك عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "خَسَفت الشمس على عهد رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فصلى. قالوا: يا رسول الله رأيناك تناول شيئاً في مقامك، ثم رأيناكَ تكعكعتَ. قال: إني أُريت الجنة فتناولت منها عنقودا ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا".
(صحيح البخاري ٢/٢٧١- ك الأذان، ب رفع البصر إلى الإمام في الصلاة ح/٧٤٨) وأخرجه مسلم (٢/٦٢٦- ك الكسوف، ب ما عرض على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في صلاة الكسوف.. ح/٩٠٧ بأطول منه) .