قال ابن ماجة: حدثنا العباس بن جعفر. ثنا عمرو بن عون. ثنا يحيى بن أبي زائد، عن إسرائيل، عن دكين بن الربيع بن عميلة، عن أبيه، عن ابن مسعود، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:"ما أحد أكثر من الربا إلا كان عاقبة أمره إلى قلة".
(السنن - التجارات، ب التغليظ في الربا - ٢٢٧٩. قال البوصيري: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات (مصباح الزجاجة ٢/٢٤) ، رواه الإمام أحمد في مسنده من حديث أبي مسعود أيضاً (المسند ١/٣٩٥، ٤٢٤) . والحاكم وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي (المستدرك ٢/٣٧)(وحسنه ابن حجر (الفتح ٤/٣١٥) . وقال الألباني: صحيح. (صحيح ابن ماجه ٢/٢٨) .
قال ابن كثير: يخبر الله تعالى أنه يمحق الربا أي يذهبه إما بأن يذهبه بالكلية من يد صاحبه أو يحرمه بركة ماله فلا ينتفع به بل يعدمه به في الدنيا ويعاقبه عليه يوم القيامة كما قال تعالى (قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث) وقال تعالى (ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنم) وقال (وما أوتيتم من ربا ليربو في أموال الناس فلا يربو عند الله) الآية.
قوله تعالى (وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ) الآية.
قال الشيخ الشنقيطي: ذكر في هذه الآية الكريمة أنه تعالى يربي الصدقات وبين في موضع آخره أن هذا الإرباء مضاعفة الأجر، وأنه يشترط في ذلك إخلاص النية لوجه الله تعالى وهو قوله تعالى (وما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون) .
أخرج البخاري: بسنده عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب -ولا يقبل الله إلا الطيب- فإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه، حتى تكون مثل الجبل".
(الصحيح ٣/٢٧٨ ح ١٤١٠ - ك الزكاة، ب الصدقة من كسب طيب لقوله تعالى (ويربي