قال الشيخ الشنقيطي: لم يبين هنا تأويل هذه الرؤيا، ولكنه بينه في هذه السورة الكريمة في قوله:(فلما دخلوا على يوسف آوى إليه أبويه وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا وقال يا أبت هذا تأويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقاً) الآية. ومن المعلوم أن رؤيا الأنبياء وحي.
أخرج الطبري بسنده عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله:(إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي ساجدين) ، قال: كانت رؤيا الأنبياء وحيا.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله:(إذ قال يوسف لأبيه يا أبت إني رأيت أحد عشر كوكبا) إخوته، أحد عشر كوكبا (والشمس والقمر) يعني بذلك: أبويه.
قال البخاري: حدثنا مسدد، حدثنا عبد الله بن يحيى بن أبي كثير -وأثنى عليه خيرا لقيته باليمامة- عن أبيه، حدثنا أبو سلمة، عن أبي قتادة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:"الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حلم أحدكم فليتعوذ منه وليبصق عن شماله فإنها لا تضره".
(الصحيح ١٢/٣٨٩ ح ٦٩٨٦- ك التعبير، ب الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة) ، وأخرجه مسلم (الصحيح ٤/١٧٧١-١٧٧٢ بعد رقم ٢٢٦١- الرؤيا) .
قال ابن ماجة: حدثنا أبو بكر، ثنا هشيم عن يعلي بن عطاء، عن وكيع بن عُدس العُقيلي، عن عمه أبي رَزين، أنه سمع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:"الرُؤيا على رِجل طائر ما لم تعْبَر. فإذا عُبرت وقعت" قال: "والرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة" قال: وأحسبه قال: "لا يقصها إلا على واد أو ذي رأي".