أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، في قوله (والذين تبوءوا الدار والإيمان من قبلهم) قال: الأنصار نعت.
قال الترمذى: حدثنا الحسين بن الحسن المروزي بمكة، حدثنا ابن أبي عدي، حدثنا حُميد عن أنس قال: لمّا قدم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المدينة أتاه المهاجرون فقالوا: يا رسول الله ما رأينا قوماً أبذل من كثير ولا أحسن مواساة من قليل من قوم نزلنا بين أظهرهم، لقد كفونا المؤنة وأشركونا في المهنأ حتى خِفنا إن يذهبوا بالأجر كله. فقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "لا، ما دعوتم الله لهم وأثنيتم عليهم".
(السنن ٤/٦٥٣ - ك صفة القيامة، ب ٤٤ قال الترمذي: حديث صحيح حسن غريب من هذا الوجه. وأخرجه الضياء المقدسي في المختارة (٥/٢٩٠-٢٩٣) ح١٩٣٠-١٩٣٤، من طرق عن حميد به. قال محققه: إسناده صحيح) ، وأخرجه الحاكم من طريق ثاب عن أنس وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٣٦/٢ وصحح إسناده الألباني (المشكاة ١١٩/٢) .
قوله تعالى (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ)
قال البخاري: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن كثير، حدثنا أبو أسامة، حدثنا فُضيل بن غزوان، حدثنا أبو حازم الأشجعي عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: أتى رجلٌ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال يا رسول الله، أصابني الجهد. فأرسل إلى نسائه فلم يجد عندهن شيئا، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "ألا رجلٌ يُضيفه الليلة يرحمه الله؟ "فقام رجل من الأنصار فقال: أنا يا رسول الله. فذهب إلى أهله فقال لامرأته: ضيفُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لا تدَّخريه شيئا. فقالت: والله ما عندي إلا قوت الصِّبْية. قال: فإذا أراد الصِّبْية العَشاء فنوِّميهم، وتعاَلْى فأطفئي السِّراج ونطوي بطوننا الليلة.
ففعلت. ثم غدا الرجلُ على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال:"لقد عجب الله عز وجل -أو ضحك- من فلان وفلانة". فأنزل الله عز وجل (ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة) .
(الصحيح ٨/٥٠٠ - ك التفسير - سورة الحشر، ب (الآية) ح٤٨٨٩) ، وأخرجه مسلم في (صحيحه ٣/١٦٢٤ ح١٧٣ - ك الأشربة، ب إكرام الضيف وفضل إيثاره) نحوه.