قوله تعالى (يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله:(يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم) فأمره الله بجهاد الكفار بالسيف، والمنافقين باللسان، وأذهب الرفق عنهم.
قوله تعالى (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم وهموا بما لم ينالوا وما نقموا إلا أن أغناهم الله ورسوله من فضله)
انظر حديث الحاكم عن ابن عباس الآتي عند الآية ١٨ من سورة المجادلة.
قال الشيخ الشنقيطي: صرح في هذه الآية الكريمة: أن المنافقين ما وجدوا شيئاً ينقمونه أي: يعيبونه وينتقدونه إلا أن الله تفضل عليهم فأغناهم بما فتح الله على نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - من الخير والبركة. والمعنى أنه لا يوجد شيء يحتمل أن يعاب أو ينتقم بوجه من الوجوه، والآية كقوله:(وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد) . وقوله (وما تنقمون منا إلا أن آمنا بآيات ربنا لما جاءتنا) . وقوله (الذين أخرجوا من ديارهم بغير حق إلا أن يقولوا ربنا الله) .
قوله تعالى (ومنهم من عاهد الله لئن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون فأعقبهم نفاقا في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون)
انظر سورة آل عمران آية (١٨٠) ، وسورة النساء آية (٣٧) .
قال البخاري: حدثنا سليمان أبو الربيع قال: حدثنا إسماعيل بن جعفر قال: حدثنا نافع بن مالك بن أبي عامر أبو سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:"آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان".
(الصحيح ١/١١١ ح ٣٣ - ك الإيمان، ب علامة المنافق) ، وأخرجه مسلم في (الصحيح ١/٧٨-٧٩ ح ٥٩ - ك الإيمان، ب بيان خصال المنافق) ، وزاد في بعض رواياته:"وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم".