قال الشنقيطي: ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه أرسل نبيه صالحا إلى ثمود، فإذا هم فريقان يختصمون، ولم يبين هنا خصومة الفريقين، ولكنه بين ذلك في سورة الأعراف في قوله تعالى (قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون) فهذه خصومتهم، وأعظم أنواع الخصومة، الخصومة في الكفر والإيمان.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، في قول الله (فريقان يختصمون) قال: مؤمن وكافر، وقولهم صالح مرسل، وقولهم صالح ليس بمرسل. ويعني (يختصمون) : يختلفون.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، قوله (لم تستعجلون بالسيئة قبل الحسنة) قال: السيئة: العذاب، قبل الحسنة: قبل الرحمة.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله (طائركم عند الله) ، قال: علم عملكم عند الله.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله:(قال طائركم عند الله) يقول: مصائبكم.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (تسعة رهط) قال: من قوم صالح.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد (تقاسموا بالله) قال: تحالفوا على إهلاكه، فلم يصلوا إليه حتى هلكوا وقومهم أجمعون.
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى (قالوا تقاسموا بالله لنبيتنه وأهله ثم لنقولن لوليه ما شهدنا مهلك أهله وإنا لصادقون) قد دلت هذه الآية الكريمة على أن نبي الله صالحا عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام نفعه الله بنصرة وليه: أي أوليائه لأنه مضاف إلى معرفة، ووجه نصرتهم له أن التسعة المذكورين في قوله تعالى (وكان في المدينة تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون قالوا تقاسموا) أي: