قوله تعالى (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم واشكروا لله)
أخرج مسلم بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله: "أيها الناس! إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً. وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين. فقال:(يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحاً إني بما تعملون عليم) وقال: (يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم) ثم ذكر الرجل يطيل السفر. أشعث، أغبر. يمد يديه إلي السماء. يا رب! يا رب! ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام. فأنى يستجاب لذلك؟.
(الصحيح- الزكاة- باب ١٩ ح ١٠١٥) .
وأخرج البخاري تعليقاً (الصحيح- الأطعمة، باب ٥٦ ج ٩ ص ٥٨٢) عن أبي هريرة مرفوعاً: "الطاعم الشاكر مثل الصائم الصابر".
وقد وصله الحافظ ابن حجر من طرق كثيرة وفيها من المتابعات والشواهد التي تدل على ثبوته.
(تغليق التعليق ٤/٤٩١-٤٩٣) .
قوله تعالى (إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله)
قال ابن كثير: وقد خصص الجمهور من ذلك ميتة البحر لقوله تعالى (أحل لكم صيد البحر وطعامه) وحديث العنبر في الصحيح. وفي المسند والموطأ والسنن قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في البحر: "هو الطهور ماؤه الحل ميتته". اهـ.
وصححه الترمذي (السنن- الطهارة ١/١٠٠، ١٠١) وصححه البخاري فيما سأله الترمذي عنه (علل الترمذي ١/١٣٦) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي (المستدرك ١/١٤٠) وقال البيهقي حديث صحيح (المعرفة ١/١٥٢) وقال البغوي: صحيح متفق على صحته (شرح السنة ٢/٥٥) وصححه ابن الملقن ونقل تصحيح ابن الأثير، وقال ابن كثير: إسناده جيد (التفسير ٦/١٢٦) . والألباني (صحيح سنن ابن ماجة ١/٦٧) وفي السنة تخصيص آخر وهو ما أخرجه أحمد (المسند رقم ٥٧٢٣) وابن ماجة (السنن- الصيد- باب صيد الجراد والحيتان) .