قوله تعالى (وكلا ضربنا له الأمثال وكلا تبرنا تتبيراً)
قال عبد الرزاق: عن معمر عن قتادة في قوله (وكلا ضربنا له الأمثال) قال: كل قد أعذر الله إليه، ثم انتقم منه.
وسنده صحيح.
قال عبد الرزاق: أخبرنا معمر عن الحسن في قوله (وكلا تبرنا تتبيرا) قال: تبر الله كلا بعذاب تتبيرا.
وسنده صحيح.
وقوله تعالى (ولقد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء أفلم يكونوا يرونها بل كانوا لا يرجون نشورا)
قال الشيخ الشنقيطي: أقسم عز وجل في هذه الآية، أن الكفار الذين كذبوا نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، قد أتوا على القرية التي أمطرت مطر السوء وهو أن الله أمطر عليها حجارة من سجيل، وهي سذوم قرية قوم لوط، وهذان الأمران المذكوران في هذه الآية الكريمة وهما أن الله أمطر هذه القرية مطر سوء الذي هو حجارة السجيل، وأن الكفار أتوا عليها، ومروا بها جاء موضحا في آيات أخرى أما كون الله أمطر عليها الحجارة المذكورة، فقد ذكره جل وعلا في آيات كثيرة كقوله تعالى:(فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل) ، وبين في سورة الذاريات أن السجيل المذكور نوع من طين، وذلك في قوله تعالى:(إنا أُرسلنا إلى قوم مجرمين لنرسل عليهم حجارة من طين) ، ولا شك هذا الطين وقعه أليم. شديد مهلك وكقوله تعالى (وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين) وقوله تعالى (لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون فأخذتهم الصيحة مشرقين فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليم حجارة من سجيل) الآية. وأما كونهم قد أتوا على تلك القرية المذكورة فقد جاء موضحا أيضاً في غير هذا الموضع كقوله تعالى:(وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل أفلا تعقلون) .
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الصحيح عن قتادة:(لا يرجون نشورا) أي: بعثا ولا حساباً.