المشركون وألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس. فما منهم مِن أحد إلا وقد واتَاهم على ما أرادوا إلا بلالا، فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه، فأخذوه فأعطوه الولدان، فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول: أحَد، أحَد.
(سنن ابن ماجة ١/٥٣- المقدمة، ب فضائل الصحابة رضي الله عنهم ح ١٥٠) ، وأخرجه أحمد والحاكم وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وأقره الذهبي وقال في (تاريخ الإسلام قسم السيرة ص ٢١٨) : حديث صحيح، وأخرجه ابن أبي عاصم مختصرا من طريق زائدة به، (المسند ١/٤٠٤ المستدرك ٣/٢٨٤، الأوائل ص ٨٧) ، قال البوصيري: هذا إسناد رجاله ثقات رواه ابن حبان في صحيحه ... إلخ (مصباح الزجاجة ١/٦٤) ، وقال الألباني. حسن (صحيح ابن ماجة ١/٣٠) . وله شاهد من رواية مجامد مرسلاً عند ابن أبي شيبة في (المصنف (١٣/٤٧-٤٩) ، وقال الحافظ في الإصابة (٤/٣٢٧) : وهو مرسل صحيح السند.
أخرج آدم ابن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد (قرية كانت آمنة مطمئنة) قال: مكة.
قال ابن كثير: هذا مثل أريد به أهل مكة، فإنها كانت آمنة مطمئنة مستقرة يتخطف الناس من حولها، ومن دخلها كان آمنا لا يخاف، كما قال تعالى:(وقالوا إن نتبع الهدى معك نتخطف من أرضنا أو لم نمكن لهم حرماً آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا) ، وهكذا قال ههنا:(يأتيها رزقها رغدا)