والروضة كان له حسنات. ولو أنها قطعت طِيَلها فاستنت شرفاً أو شرفين، كانت آثارها وأروائها حسنات له، ولو أنها مرتْ بنهر فشربت منه -ولم يرد أن يسقى به- كان ذلك حسنات له، فهي لذلك الرجل أجر. ورجل ربطها تغَنِّيا وتعففاً ولم ينس حق الله في رقابها ولا ظُهُورها، فهي له ستر. ورجل ربطها فخراً ورئاءً ونِواء فهي على ذلك وزر". فسُئل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن الحُمر؟ قال: "ما أُنزِلَ عليّ فيها إلا هذه الآية الفاذة الجامعة (فمن يعمل مثقال ذرّة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرّة شراً يره) .
(الصحيح ٨/٥٩٨ ح ٤٩٦٢ - ك التفسير - سورة الزلزلة، ب قوله (فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره) . و (٦/٧٥ ح ٢٨٦٠ - ك الجهاد والسير، ب الخيل لثلاثة) ، وأخرجه مسلم (٢/٦٨٢ ح ٩٨٧ - ك الزكاة، ب إثم مانع الزكاة نحوه) .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد:(وآخرين من دونهم) ، قال: قريظة.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن السدي:(وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم) ، هؤلاء أهل فارس.
ويمكن الجمع بين القولين.
قوله تعالى (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين)
قال ابن الجوزي: وأخبرنا ابن ناصر، قال أنبا ابن أيوب قال: أنبا ابن شاذان قال: أنبا أبو بكر النجار قال: أنبا أبو داود السجستاني قال: أنبا أحمد بن محمد قال: أنبا علي بن الحسين، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما (وإن جنحوا للسلم فاجنح لها) نسختها (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله) .
(نواسخ القرآن ص٣٤٨) . وقد تقدم مثل هذا الإسناد عند أبي داود في (السنن رقم٢٨١٧) ، عند قوله تعالى (فكلوا مما ذكر اسم الله عليه) الأنعام/١١٨. وحسنه الألباني في صحيح أبي داود.