المسلم ما أعطى منه المسكين واليتيم وابن السبيل - أو كما قال النبي (وإنه من يأخذه بغير حقّه كالذي يأكل ولا يشبع، ويكون شهيدا عليه يوم القيامة) .
(الصحيح ٣/٣٨٣-٣٨٤ - ح ١٤٦٥ - ك الزكاة، ب الصدقة على اليتامى) ، أخرجه مسلم في (الصحيح ٢/٧٢٨-٧٢٩ ح ١٠٥٢ - ك الزكاة، ب تخوف ما يخرج من زهرة الدنيا) .
قال أبو داود: حدثنا عباد بن موسى الأنباري الختلي، ثنا إبراهيم -يعني ابن سعد- قال: أخبرني أبي، عن ريحان بن يزيد، عن عبد الله بن عَمْرو، عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:"لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مرة سويِّ".
(السنن ٢/١١٨ ح ١٦٣٤ - ك الزكاة، ب من يعطي من الصدقة؟ ... ) ، وأخرجه الترمذي (السنن ٣/٣٣ ح ٦٥٢ - ك الزكاة، ب ما جاء من لا تحل له الصدقة) من طريق: أبي داود الطيالسي وعبد الرزاق. وأحمد (المسند ح ٢٠٣٦) من طريق وكيع، كلهم عن سفيان الثوري، عن سعد بن إبراهيم، عن ريحان بن يزيد به. قال الترمذي: حديث حسن، وأخرجه الحاكم من طريق إبراهيم بن سعد به وسكت عليه هو والذهبي (المستدرك ١/٤٠٧) وقال الألباني: صحيح (صحيح الترمذي ح ٥٢٧ - وصحيح الجامع ح ٧١٢٨) ، وصححه أيضاً محقق المسند.
قال أبو داود: حدثنا مسدد، ثنا عيسى بن يونس، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبيد الله بن عدي بن الخيار، قال: أخبرني رجلان أنهما أتيا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في حجة الوداع وهو يقسم الصدقة، فسألاه منها، فرفع فينا البصر وخفضه، فرآنا جلدين، فقال:"إن شئتما أعطيتكما ولا حظ فيها لِغَنِيٍّ ولا لقويٍّ مُكتسب".
(السنن ٢/١١٨ ح ١٦٣٣ - ك الزكاة، ب من يعطى من الصدقة؟..) ، وأخرجه النسائي (السنن ٥/٩٩-١٠٠ - ك الزكاة، ب مسألة القوي المكتسب) ، وأحمد (المسند ٤/٢٢٤) كلاهما من طريق يحيى بن سعيد، عن هشام بن عروة به. قال ابن كثير: إسناد جيد قوي (التفسير ٤/١٠٦) . قال ابن عبد الهادي في التنقيح (٢/١٥٢٢) وهو حديث إسناده صحيح، ورواته ثقات، قال الإمام أحمد: ما أجوده من حديث، هو أحسنها إسناداً وصححه الألباني أيضاً في (الإرواء ٣/٣٨١ ح ٨٧٦) .
انظر حديث مسلم عن أبي هريرة المتقدم عند الآية (٢٧٣) من سورة البقرة.
قال الطبري بعد أن ساق عدة أقوال في المسكين: وأولى هذه الأقوال عندي بالصواب قول من قال: "الفقير" هو ذو الفقر والحاجة، ومع حاجته يتعفف عن مسألة الناس والتذلل لهم، في هذا الموضع و"المسكين" هو المحتاج المتذلل للناس بمسألتهم.