الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال:"إياكم والشح، فإنما هلك من كان قبلكم بالشح: أمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالقطيعة فقطعوا، وأمرهم بالفجور ففجروا".
(السنن ٢/١٣٣ ح ١٦٩٨- ك الزكاة، ب في الشح) ، وأخرجه أحمد (المسند ح ٦٤٨٧) عن ابن أبي عدي. وابن حبان في صحيحه (الإحسان ١١/٥٧٩ ح ٥١٧٦) من طريق ابن أبي عدي وأبى داود -لعله الطيالسي-. والحاكم (المستدرك ١/١١) من طريق سليم بن حرب ومعاذ، كلهم عن شعبة به، وهو عندهم مطول فيه التحذير من الظلم والفحش والقطيعة وغير ذلك. قال الحاكم عن هذه الرواية: صحيحة سليمه من رواية المجروحين ... ولم يخرجاها. وقال الألبانى: صحيح (صحيح أبي داود ح /١٤٨٩) وصححه محقق المسند والإحسان، وصححه السيوطي الجامع السيوطي (الجامع الصغير٣/١٢٥ ح ٢٩٠٦) .
ْأخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله (الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل) إلى قوله (وكان الله بهم عليما) ما بين ذلك في اليهود.
قوله تعالى (إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها)
قال الشيخ الشنقيطي: لم يبين في هذه الآية الكريمة أقل ما تضاعف به الحسنة، ولا أكثره ولكنه بين في موضع أخر أن أقل ما تضاعف به الحسنة عشر أمثالها، وهو قوله (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها) وبين في موضع أخر أن المضاعفة ربما بلغت سبعمائة ضعف إلى ما شاء الله وهو قوله (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل) الآية كما تقدم.
قال ابن كثير: يقول تعالى مخبرا أنه لا يظلم أحدا من خلقه يوم القيامة مثقال حبة من خردل أو مثقال ذرة بل يوفيها له ويضاعفها له إن كانت حسنة كما قال تعالى (ونضع الموازين القسط) الآية وقال تعالى مخبرا عن لقمان أنه قال (يا بني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السماوات أو في الأرض يأت بها الله) الآية. وقال تعالى (يومئذ يصدر الناس أشتاتا فيروا أعمالهم فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) .