أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة:(ويقول الذين كفروا لولا أنزل عليه آية من ربه) ، هذا قول مشركي العرب، قال الله:(إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) ، لكل قوم داع يدعوهم إلى الله.
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى (إنما أنت منذر) ، أي إنما عليك البلاغ والإنذار، أما هداهم وتوفيقهم فهو بيد الله تعالى، كما أن حسابهم عليه جل وعلا. وقد بين هذا المعنى في آيات كثيرة، كقوله:(ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء) ، وقوله (فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب) .
قوله تعالى (ولكل قوم هاد)
قال الشيخ الشنقيطي: أظهر الأقوال في هذه الآية الكريمة أن المراد بالقوم الأمة، والمراد بالهادي الرسول، كما يدل قوله تعالى:(ولكل أمة رسول) الآية.
وقوله:(وإن من أمة إلا خلا فيها نذير) ، وقوله:(ولقد بعثنا في كل أمة رسولا) الآية.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله:(ولكل قوم هاد) ، قال: داع.
قوله تعالى (الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد)
قال الشيخ الشنقيطي: لفظه في هذه الآية يحتمل أن تكون موصولة والعائد محذوف، أي يعلم الذي تحمله كل أنثى وعلى هذا فالمعنى: يعلم ما تحمله من الولد على أي حال هو من ذكورة وأنوثة، وخداج، وحسن وقبح، وطول وقصر، وسعادة وشقاوة إلى غير ذلك من الأحوال. وقد دلت على هذا المعنى