وقوله:(وإذ يتحاجون في النار فيقول الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا نصيباً من النار) ، إلى غير ذلك من الآيات.
الوجه الثاني: أن بعضهم من عصى الله وبغى وطغى ولم ينههم الآخرون فإن الهلاك يعم الجميع كما قال تعالى: (واتقوا فتنة لاتصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) ثم استشهد بحديث زينب المتقدم.
وأخرج الطبري بسنده الجيد من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله:(أمرنا مترفيها) يقول: سلطنا أشرارها فعصوا فيها، فإذا فعلوا ذلك أهلكتهم بالعذاب، وهو قوله (وكذلك جعلنا في كل قرية أكابر مجرميها ليمكروا فيها) .
وأخرج آدم بن أبي إياس والطبري بالإسناد الصحيح عن مجاهد:(أمرنا مترفيها) بعثنا.
وأخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن معمر عن قتادة بلفظ: أكثرنا.
وأخرج البخاري بسنده عن ابن مسعود قال: "كنا نقول للحي إذا كثروا في الجاهلية: أمِرَ بنو فلان.
(الصحيح ح ٤٧١١- التفسير، ب (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها)) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله:(وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول) يقول: أكثرنا مترفيها: أي جبابرتها، ففسقوا فيها وعملوا بمعصية الله (فدمرناها تدميرا) وكان يقال: إذا أراد الله بقوم صلاحا، بعث عليهم مصلحا، وإذا أراد بهم فسادا بعث عليهم مفسدا، وإذا أراد أن يهلكها أكثر مترفيها.
قوله تعالى (وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا)
قال الشيخ الشنقيطي: وما دلت عليه هذه الآية الكريمة أوضحته آيات أخر من عدة جهات: