قال الشيخ الشنقيطي: هذا الأمر في هذه الآية الكريمة بإنذاره خصوص عشيرته الأقربين، لا ينافي الأمر بالإنذار العام، كما دلت على ذلك الآيات القرآنية كقوله تعالى (تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا) وقوله تعالى (وأوحي إلى هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) وقوله تعالى (وتنذر به قوما لدا) .
قال البخاري: حدثنا عمر بن حفص بن غياث حدثنا أبي حدثنا الأعمش حدثني عَمرو بن مرّة عن سيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما نزلت (وأنذر عشيرتك الأقربين) صعد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على الصفا فجعل ينادي: يا بني فِهر، يا بني عديّ -لبطون قريش- حتى اجتمعوا، فجعل الرجلُ إذا لم يستطع أن يخرج أرسل رسولا لينظر ما هو، فجاء أبو لهب وقريش، فقال: أرأيتكم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ قالوا: نعم، ما جربنا عليك إلا صدقا.
قال: فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد. فقال أبو لهب: تبا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟ فنزلت (تبت يدا أبي لهب وتب ما أغنى عنه ماله وما كسب) .
(صحيح البخاري ٨/٣٦٠ -ك التفسير- سورة الشعراء، ب (الآية) ح٤٧٧٠) ، (صحيح مسلم الإيمان، ب في قوله تعالى (وأنذر عشيرتك الأقربين) رقم ٢٠٧) .
قال البخاري: حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال أخبرني سعيد ابن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن أبا هريرة قال: قام رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حين أنزل الله (وأنذر عشيرتك الأقربين) قال: يا معشر قريش -أو كلمة نحوها- اشتروا أنفسكم، لا أُغنى عنكم من الله شيئا. يا بني عبد مناف، لا أُغني عنكم من الله شيئا. يا عباس بن عبد المطلب، لا أغني عنك من الله شيئا.
ويا صفية عمة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، لا أغنى عنكِ من الله شيئا. ويا فاطمة بنت محمد - صلى الله عليه وسلم - سليني ما شئت من مالي، لا أغني عنك من الله شيئا.
تابعه أصبغ عن ابن وهب عن يونس عن ابن شهاب.
(صحيح البخاري ٨/٣٦٠ -ك التفسير- سورة الشعراء ح ٤٧٧١) ، (صحيح مسلم - الإيمان، ب في قوله تعالى (وأنذر عشيرتك الأقربين) رقم ٢٠٧) .