قال أحمد: حدثنا عبد الوهاب الخفاف، حدثنا سعيد، عن قتادة، عن مسلم ابن يسار، عن حمران بن أبان أن عثمان بن عفان قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول: إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد حقا من قلبه إلا حرم على النار، فقال له عمر بن الخطاب: أنا أحدثك ما هي. هي كلمة الإخلاص التي أعز الله تبارك وتعالى بها محمداً - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه، وهي كلمة التقوى التي ألاص عليها نبي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عمه أبا طالب عند الموت: شهادة أن لا إله إلا الله.
(المسند ١/٣٥٣ ح٤٤٧) بتحقيق أحمد شاكر، وورد هكذا في المطبوع بلفظ:"اعز الله".
والوجود في أطراف المسند (٥/٥٢) : "التي ألزمها الله محمداً وأصحابه ... ". وكذا هو في (مجمع الزوائد ١/١٥) ، و (الدر المنثور ٦/٨٠) ، وأخرج هذا الحديث أيضاً ابن حبان في صحيحه (الإحسان ١/٤٣٤ رقم٢٠٤) ، والحاكم في المستدرك (١/٧٢) وغيرهما من عبد الوهاب بن عطاء الخفاف بإسناده مختصراً، وليس عندهم:"هي كلمه الإخلاص ... " إلى قوله "عند الموت" وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين، وأقره الذهبي. ومسلم بن يسار البصري -وإن كان ثقة- ليس له رواية في الصحيحين، وعبد الوهاب ليس له رواية عند البخاري. وقال ابن كثير في مسند الفاروق (١/٢٢٧) : وهذا إسناد جيد. وقال الهيثمي في (المجمع ١/١٥) : لعمر حديث رواه ابن ماجة بغير هذا السياق، ورجاله ثقاة، رواه أحمد. وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح، وقال محققو مسند أحمد: إسناده قوي (١/٩٩، ح٤٤٧) ومعنى ألاص عليها: أي أداره وحثه عليها.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله:(وألزمهم كلمة التقوى) يقول: شهادة أن لا إله إلا الله، فهي كلمة التقوى، يقول: فهي رأس التقوى.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (وألزمهم كلمة التقوى) قال: الإخلاص.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (وكانوا أحق بها وأهلها) وكان المسلمون أحق بها، وكانوا أهلها: أي التوحيد، وشهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً عبده ورسوله.