أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة، قوله (لكيلا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا) يقول: إذا طلقوهن، وكان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - تبنى زيد بن حارثة.
قال مسلم: حدثنا محمد بن حاتم بن ميمون، حدثنا بهز، ح وحدثتي محمد ابن رافع، حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم. قالا جميعا: حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت، عن أنس. وهذا حديث بهز قال: لما انقضت عدة زينب قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لزيد:"فاذكرها عليّ"، قال: فانطلق زيد حتى أتاها وهى تُخمّر عجينها. قال: فلما رأيتها عظمت في صدري. حتى ما أستطيع أن أنظر إليها أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذكرها. فولّيتها ظهري ونكصتُ على عقبي. فقلت: يا زينب! أرسلَ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يذكركِ. قالتْ: ما أنا بصانعة شيئا حتى أُوامر ربي. فقامت إلى مسجدها. ونزل القرآن. وجاء رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فدخل عليها بغير إذن قال فقال: ولقد رأيتُنا أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أطعمنا الخبز واللحم حين امتدّ
النهار. فخرج الناس وبقي رجال يتحدثون في البيت بعد الطعام. فخرج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - واتبعته. فجعل يتتبع حُجر نسائه يُسلم عليهن. ويقلن: يا رسول الله!
كيف وجدت أهلك؟ قال: فما أدري أنا أخبرته أن القوم قد خرجوا أو أخبرني.
قال: فانطلق حتى دخل البيت. فذهبتُ أدخلُ معه فألقَى الستر بيني وبينه. ونزل الحجاب. قال: ووُعظ القوم بما وُعظوا به.
زاد ابنُ رافع في حديثه (لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه) إلى قوله (والله لا يستحيي من الحق) .
(صحيح مسلم ٢/١٠٤٨-١٠٤٩ ح١٤٢٨ - ك النكاح، ب زواج زينب بنت جحش) .