قوله تعالى (فرح المخلفون بمقعدهم خلاف رسول الله وكرهوا أن يجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وقالوا لا تنفروا في الحر قل نار جهنم أشد حراً لو كانوا يفقهون)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن قتادة في قوله:(بمقعدهم خلاف رسول الله) قال: هي غزوة تبوك.
قال البخاري: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، قال: حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال:"ناركم جزء من سبعين جزءاً من نار جهنم". قيل: يا رسول الله إن كانت لكافية، قال:"فُضّلت عليهن بتسعة وستين جزءاً كلهن مثل حرِّها".
(الصحيح ٦/٣٨٠-٣٨١ ح ٣٢٦٥ - ك بدء الخلق، ب صفة النار وأنها مخلوقة) ، وأخرجه مسلم (٤/٢١٨٤ ح ٢٨٤٣ - ك الجنة وصفة نعيمها ... ، ب في شدة حر نار جهنم ... ) .
انظر حديث البخاري ومسلم عن أبي هريرة المتقدم عند الآية (٢٤) من سورة البقرة.
وانظر حديث البخاري ومسلم عن النعمان بن بشير الآتي عند الآية (١٤) من سورة الليل.
قال الشيخ الشنقيطي: ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة شدة حر نار جهنم -أعاذنا الله والمسلمين منها- وبين ذلك في مواضع أخر كقوله:(نارا وقودها الناس والحجارة) وقوله: (كلا إنها لظى نزاعة للشوى) . وقوله:(كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها) . وقوله:(يصب من فوق رءوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد) وقوله: (وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه) الآية. وقوله:(وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم) . إلى غير ذلك من الآيات.