وقال البخاري: حدثنا أبو معمر، حدثنا عبد الوارث، حدثنا أيوب، عن حفصة بنت سيرين، عن أمّ عطية رضي الله عنها قالت:"بايعنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقرأ علينا:(أن لا يشركن بالله شيئا) ، ونهانا عن النّياحة، فقبضتِ امرأةٌ يدَها فقالت: أسعدتْني فلانة فأريد إن أجزيها، فما قال لها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شيئاً، فانطلقتْ ورجعت، فبايعها.
(صحيح البخاري ٨/٥٠٦ - ك التفسير - سورة الممتحنة، ب (الآية) ح٤٨٩٢) .
وقال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان قال: الزهري، حدثناه قال: حدثني أبو إدريس سمع عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: كنا عند النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: "أتبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تزنوا ولا تسرقوا؟ وقرأ آية النساء - وأكثرُ لفظ سفيان: قرأ الآية -فمن وَفى منكم فأجرُه على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب فهو كفارة له، ومن أصاب منها شيئاً من ذلك فستره الله فهو إلى الله: إن شاء عذّبه وإن شاء غفر له".
وقال البخاري: حدثنا محمد بن عبد الرحيم، حدثنا هارون بن معروف، حدثنا عبد الله بن وهب قال: وأخبرني ابن جريج أنَّ الحسن بن مسلم، أخبره عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: شهدت الصلاة يوم الفطر مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، فكلهم يُصليها قبل الخطبة ثم يخطب بعد، فنزل نبي الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فكأني أنظر إليه حين يُجلِّس الرجال بيده، ثم أقبل يشقهم حتى أتى النساء مع بلال فقال:(يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك على أن لا يشركن بالله شيئا ولا يسرقن ولا يزنين ولا يقتلن أولادهن ولا يأتين ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن) حتى فرغ من الآية كلها.
ثم قال حين فرغ: "أنتُنّ على ذلك؟ " وقالت امرأة واحدة لم يجبه غيرها: نعم يا رسول الله. لا يدري الحسن من هي. قال: "فتصدقن" وبسط بلال ثوبه، فجعلن يلقين الفَتْخَ والخواتيم في ثوب بلال.
(صحيح البخاري ٨/٥٠٦ - ك التفسير - سورة الممتحنة، ب (الآية) ح٤٨٩٥) .