قوله تعالى (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة)
قال ابن أبي شيبة: حدثنا أحمد بن المفضل، ثنا أسباط، عن السدي، عن عبد خير، عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: ما كنت أرى أن أحداً من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يريد الدنيا، حتى نزل (منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة) .
(المطالب العالية - المسندة (ق ١٣٢/أ) . وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (٢/٦٠٥ ح ١٦٤٩)
الطبري (٤/١٣٠) ، والطبراني في الأوسط (٢/٢٣٧ ح ١٤٢١) من طرق عن أحمد بن المفضل به.
وهذا الإسناد فيه أسباط بن نصر، وهو (صدوق كثير الخطأ يغرب) ، كما قاله ابن حجر رحمه الله (التقريب ص ٩٨) . ولكن لم ينفرد بروايته لهذا الأثر، بل روي من طريق آخر عن ابن مسعود، فأخرجه الإمام أحمد في مسنده (١/٤٦٣) ضمن حديث طويل في قصة أحد، من طريق: حماد بن سلمة عن عطاء بن السائب، عن الشعبي، عن ابن مسعود، وعطاء وإن كان قد اختلط، إلا أن رواية حماد عنه قبل الاختلاط، وباقي رجال الإسناد ثقات، فيكون الحديث بمجموع هذين الطريقين حسناً إن شاء الله.
وقد حسن إسناده الحافظ العراقي في تخريجه للإحياء (٤/٢١٩) ، وقال الهيثمي -بعد أن عزاه للطبراني وأحمد-: ورجال الطبراني ثقات (مجمع الزوائد ٦/٣٢٧-٣٢٨) . وصحح إسناده السيوطي (الدر المنثور ٢/٨٦) . وانظر: تخريج الحديث والكلام عليه في حاشية ابن أبي حاتم.
قوله تعالى (إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم)
قال البخاري: حدثنا عمرو بن خالد حدثنا زهير حدثنا أبو إسحاق قال: سمعت البراء بن عازب رضي الله عنهما قال: جعل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - على الرجّالة يوم أُحد عبد الله بن جبير، وأقبلوا منهزمين، فذاك: إذ يدعوهم الرسول في أُخراهم، ولم يبقَ مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غيرُ اثني عشر رجلاً.
(الصحيح ٨/٧٥ ك التفسير - سورة آل عمران - ح/٤٥٦١) .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قال: انحازوا إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فجعلوا يصعدون في الجبل، والرسول يدعوهم في أخراهم.
أخرج ابن أبي حاتم بسنده الحسن عن قتادة: (غما بغم) قال: الغم الأول: الجراح والقتل، والغم الآخر: حين سمعوا أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قد قتل فأنساهم الغم الأخير ما أصابهم من الجراح والقتل وما كانوا يرجون من الغنيمة.