قال الشيخ الشنقيطي: ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة النفخة الأخيرة، والصور قرن من نور ينفخ به الملك نفخة البعث، وهي النفخة الأخيرة، وإذا نفخها قام جميع أهل القبور من قبورهم، وأحياء إلى الحساب والجزاء. وقوله (فإذا هم من الأجداث) جمع جدث بالفتحتين وهو القبر، وقوله: ينسلون: أي يسرعون في المشي من القبور إلى المحشر كما قال تعالى (يوم يخرجون من الأجداث سراعا كأنهم إلى نصب يوفضون) وقال تعالى (يوم تشقق الأرض عنهم سراعا) الآية. وكقوله تعالى (يخرجون من الأجداث كأنهم جراد منتشر مهطعين إلى الداع) الآية. وقوله (مهطعين إلى الداع) أي مسرعين مادي أعناقهم على أشهر تفسيرين، ومن إطلاق نسل بمعنى أسرع.
قوله تعالى (من الأجداث إلى ربهم ينسلون)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله (من الأجداث إلى ربهم ينسلون) يقول: من القبور.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله (ينسلون) يقول: يخرجون.
قوله تعالى (قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (قالوا يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا) هذا قول أهل الضلالة. والرقدة: ما بين النفختين.
قوله تعالى (إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد، قوله (إن أصحاب الجنة اليوم في شغل) قال: في نعمة.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله:(في شغل فاكهون) يقول: فرحون.