لفظ حديث أبى هريرة الآتي. وأحمد (٣/٧٩) وغيرهما من طريق أبي صالح عن أبي سعيد مرفوعاً، ولفظ أحمد:" ... قال: فقضى بينهما: إنك الجنة رحمتي أرحم بك من أشاء، وإنك النار عذابي أعذب بك من اشاء ... ". وله شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعاً عند البخاري (ح ٤٨٥٠ - ك التفسير، (وتقول هل من مزيد) ، ومسلم (ح ٢٨٤٦ - ك الجنه، ب النار يدخلها الجبارون) ، بنحو لفظ أبي صالح عن أبي سعيد، ولفظ لمسلم:"أنت عذابي أعذب بك من أشاء، وربما قال أصيب بك من أشاء".
قوله تعالى (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون)
قال ابن أبي شيبة: حدثنا عبد الرحيم بن سليمان عن داود عن أبي عثمان عن سلمان قال: خلق الله مائة رحمة فجعل منها رحمة بين الخلائق، كل رحمة أعظم ما بين السماء والأرض فيها تعطف الوالدة على ولدها وبها شرب الطير والوحش الماء فإذا كان يوم القيامة قبضها الله من الخلائق فجعلها والتسع والتسعين للمتقين فذلك قوله (ورحمتي وسعت كل شيء فسأكتبها للذين يتقون) .
(المصنف ١٣/١٨٢ ح ١٦٠٥٣) وإسناده صحيح عن سلمان، رجاله كلهم ثقات، وقد أخرجه مسلم في (صحيحه ٤/٢١٠٩ - ك التوبه، ب في سعة رحمة الله تعالى) من طريق أبي معاوية عن داود ابن أبي هند عن أبي عثمان عن سلمان مرفوعاً لكن بدون ذكر الآية، وبدون قوله (للمتقين) .
وانظر ما تقدم في سورة الفاتحة عند قوله تعالى (الرحمن الرحيم) .
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة والحسن في قوله:(ورحمتي وسعت كل شيء) قالا: وسعت في الدنيا البر والفاجر، وهي يوم القيامة للذين اتقوا خاصة.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس:(فسأكتبها للذين يتقون) ، يعنى الشرك.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (فسأكتبها للذين يتقون) ، معاصى الله.
قوله تعالى (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والأنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ... )
انظر حديث البخاري الآتي عند الآية رقم (٢) من سورة الجمعة.