وأخرج ابن أبي حاتم بإسناده الجيد عن أبي العالية (وأني فضلتكم على العالمين) قال: بما أعطوا من الملك والرسل والكتب على عالم من كان في ذلك الزمان، فإن لكل زمان عالما.
(وذكره ابن كثير ثم قال: وروي عن مجاهد والربيع بن أنس وقتادة وإسماعيل ابن أبي خالد نحو ذلك ويجب الحمل على هذا لأن هذه الأمة أفضل منهم لقوله تعالى خطابا لهذه الأمة (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ)) .
والدليل من السنة ما أخرجه عبد الرزاق عن معمر عن بهز بن حكيم بن معاوية القشيري عن أبيه عن جده قال: سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يقول:"أنتم تتمون سبعون أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله".
((أخرجه أحمد (المسند ٥/٣) ، والترمذي وحسنه (السنن - التفسير - سورة آل عمران رقم ٣٠٠١) ، وابن ماجه (السنن - الزهد - باب صفة أمة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - رقم ٤٢٨٧) ، والطبري، وابن أبي حاتم، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي (المستدرك ٤/٨٤) وكلهم من طريق بهز به. وقال ابن كثير: وهو حديث مشهور (التفسير٢/٧٨ ط الشعب)) .
وأخرج الشيخان بسنديهما عن عبد الله بن مسعود مرفوعاً:"خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء قوم تسبق شهادة أحدهم يمينه، ويمينه شهادته".
((فتح الباري رقم ٣٦٤٩ - فضائل أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -) ، (وصحيح مسلم رقم ٢١٢ - فضائل الصحابة، ب فضل الصحابة ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)) .
قوله تعالى (واتقوا يوما لا تجزي نفس عن نفس شيئاً)
فسر الطبري هذه الآية بقوله: واتقوا يوما لا تقضي نفس عن نفس شيئاً ولا تغني عنها غنى.
ثم استدل بما ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقال: حدثنا أبو كريب ونصر بن عبد الرحمن الأزدي قالا، حدثنا المحاربي، عن أبي خالد الدالاني يزيد بن عبد الرحمن، عن زيد ابن أبي أنيسة، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -:
"رحم الله عبدا كانت عنده لأخيه مظلمة في عرض -قال أبو كريب في حديثه: أو مال، أو جاه- فاستحله قبل أن يؤخذ منه، وليس ثم دينار ولا درهم،