قال الترمذي: حدثنا أبو كريب وعبد بن حميد وغير واحد قالوا: أخبرنا أبو أسامة عن الحسن بن الحكم النخعي، حدثنا أبو سبرة النخعي عن فروة بن مسيك المرادي قال: أتيت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فقلت: يا رسول الله ألا أقاتل من أدبر من قومي بمن أقبل منهم؟ فأذن لي في قتالهم وأمرني، فلما خرجت من عنده سأل عني ما فعل
الغطيفي؟ فأخبر أني قد سرت، قال: فأرسل في أثري فردني فأتيته وهو في نفر من أصحابه، فقال: ادع القوم فمن أسلم منهم فاقبل منه، ومن لم يسلم فلا تعجل حتى أحدث إليك قال: وأنزل في سبأ ما أنزل، فقال رجل: يا رسول الله، وما سبأ؟ أرض أو امرأة؟ قال: ليس بأرض ولا امرأة، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فتيامن منهم ستة، وتشاءم منهم أربعة فأما الذين تشاءموا: فلخم وجذام وغسان وعاملة، وأما الذين تيامنوا: فالأزد والأشعريون وحمير ومذحج وأنمار وكندة. فقال رجل: يا رسول وما أنمار؟ قال: الذين منهم خثعم وبجيلة.
(السنن ٥/٣٦١ ح٣٢٢٢ - ك التفسير، ب ومن سورة سبأ) ، وأخرجه أبو داود (السنن ٤/٣٤ ح٣٩٨٨ - ك الحروف والقراءات) من طريق: عثمان بن أبي شيبة وهارون بن عبد الله، كلاهما عن أبي أسامة به مختصراً، فيه ذكر الشاهد فقط. قال الترمذي: حديث حسن غريب. وقال الألباني: حسن صحيح (صحيح الترمذي ح٢٥٧٤) ، وأخرجه الإمام أحمد (المسند ١/٣١٦) من عبد الله بن يزيد المقرئ، عن ابن لهيعة، عن عبد الله بن هبيرة النسائي، عن عبد الرحمن بن وعلة، عن ابن عباس بمثله مقتصراً على موضع الشاهد كما عند أبي داود، وأخرجه الحاكم (المستدرك ٢/٤٢٣) من طريق محمد بن أحمد بن أنس القرشي عن المقرئ به، وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي. وأخرجه الإمام أحمد من حديث فروة بن مسيك مرفوعاً. وقال ابن كثير: إسناد جيد (التفسير ٦/٤٩٢ ط الشعب) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (بلدة طيبة ورب غفور) وربكم غفور لذنوبكم، قوم أعطاهم الله نعمة، وأمرهم بطاعته، ونهاهم عن معصيته.