قال ابن كثير:(وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يُبصرون) كقوله تعالى (إن تَدْعوهم لا يسمعوا دعاءكم) الآية.
قوله تعالى (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين)
قال البخاري: حدثنا أبو اليمان، حدثنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم عيينة بن حصن بن حذيفة فنزل على ابن أخيه الحرّ بن قيس، وكان من النفر الذين يدنيهم عمر، وكان القراء أصحاب مجالس عمر ومشاورته كهولاً كانوا أو شباناً. فقال عيينة لابن أخيه: يا ابن أخي لك وجه عند هذا الأمير، فاستأذن لي عليه. قال: سأستأذن لك عليه قال ابن عباس: فاستأذن الحر لعيينة، فأذن له عمر، فلما دخل عليه قال: هِيْ يا ابن الخطاب، فوالله ما تعطينا الجزْل، ولا تحكم بيننا بالعدل. فغضب عمر حتى هم به، فقال له الحر: يا أمير المؤمنين، إن الله تعالى قال لنبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) وإن هذا من الجاهلين. والله ما جاوزها عمر حين تلاها عليه، وكان وقافا عند كتاب الله.
(الصحيح ٨/١٥٥ ح ٤٦٤٢ -ك التفسير- سورة الأعراف، ب الآية) .
أخرج البخاري بسنده الصحيح عن عبد الله بن الزبير (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) قال: ما أنزل الله إلا في أخلاق الناس.
(الصحيح ح ٤٦٤٣ -ك التفسير) .
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد:(خذ العفو) قال: من أخلاق الناس وأعمالهم، من غير تحسس أو تجسس، شك أبو عاصم.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قوله:(خذ العفو) ، يعني خذ ما عفا لك من أموالهم وما أتوك به من شيء فخذه.
فكان هذا قبل أن تنزل (براءة) بفرائض الصدقات وتفصيلها، وما انتهت الصدقات إليه.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة في قوله:(خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين) ، قال: أخلاق أمر الله بها نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ودله عليها.