قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى (يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق) . المراد بالدين هنا الجزاء، ويدل على ذلك قوله: يوفيهم، لأن التوفية تدل على الجزاء كقوله تعالى:(ثم يجزاه الجزاء الأوفى) وقوله تعالى (وإنما توفون أجوركم يوم القيامة) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله (يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق) يقول: حسابهم.
قوله تعالى (الخبيثات للخبيثين والخبيثون للخبيثات والطيبات للطيبين والطيبون للطيبات أولئك مبرءون مما يقولون لهم مغفرة ورزق كريم)
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد: الخبيثات من الكلام للخبيثين من الناس، والطيبات من الكلام للطيبين من الناس، وأخرجه بسند صحيح عن الضحاك وقتادة.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (أولئك مبرءون مما يقولون) فمن كان طيباً فهو مبرأ من كل قول خبيث يقول يغفره الله ومن كان خبيثاً فهو مبرأ من كل قول صالح فإنه يرده الله إليه لا يقبله منه.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن قتادة (لهم مغفرة ورزق كريم) مغفرة لذنوبهم، ورزق كريم في الجنة.
والرزق الكريم هو الجنة وقد تقدم في سورة الأنفال آية (٤) .
قال البخاري: حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك، حدثنا شعبة عن محمد ابن المنكدر قال: سمعت جابراً - رضي الله عنه - يقول: أتيت النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في دَين كان على أبي، فدققتُ الباب، فقال: مَنْ ذا؟ فقلتُ: أنا. فقال: أنا أنا. كأنه كرهها.
(الصحيح ١/٣٧ ح ٦٢٥٠ - ك الاستئذان، ب إذا قال: من ذا؟ فقال: أنا) ، (صحيح مسلم ٣/١٦٩٧ - ك الأدب، ب كراهة قول المستئذن أنا إذا قيل من هذا) .