قال ابن كثير: أي عذاباً على كفرهم وعذابا على صدهم الناس عن اتباع الحق كقوله تعالى: (وهم ينهون عنه وينأون عنه) أي ينهون الناس عن اتباعه ويبتعدون هم منه أيضاً (وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون) وهذا دليل على تفاوت الكفار في عذابهم كما يتفاوت المؤمنون في منازلهم في الجنة ودرجاتهم، كما قال تعالى:(قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون) .
قال الحاكم: حدثني علي بن عيسى ثنا إبراهيم بن أبي طالب ثنا ابن أبي عمر ثنا سفيان عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن مسروق قال: قال عبد الله - رضي الله عنه - في قول الله عز وجل (زدناهم عذاباً فوق العذاب) قال: عقارب أنيابها كالنخل الطوال.
(هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. (المستدرك ٢/٣٥٥-٣٥٦- ك التفسير) ، ووافقه الذهبي، وأخرجه الطبراني (٩١٠٤ و٩١٠٥) من طريق سفيان ويحيى بن عيسى عن الأعمش به، وأخرجه أيضاً (٩١٠٣) من طريق أبي معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود ... وقال الهيثمي في المجمع (١٠/٩١٠) رواه بالطبراني ورجاله رجال الصحيح وكذا في (٧/٤٨) قال نحوه، وأخرجه الطبري قال حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، عن الأعمش، عن عبد الله بن مرة، عن مسروق، عن عبد الله (زدناهم عذابا فوق العذاب) قال. عقارب لها أنياب كالنخل. وسنده صحيح على شرط مسلم.
قال الشيخ الشنقيطي: ذكر جل وعلا في هذه الآية الكريمة أنه يوم القيامة يبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم يشهد عليهم بما أجابوا به رسولهم، وأنه يأتي بنبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شاهدا علينا. وبين هذا المعنى في غير هذا الموضع؛ كقوله: