الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) ، أي: ما يلهم هذه الوصية أو الخصلة أو الصفة (إلا الذين صبروا) ، أي: على أذى الناس، فعاملوهم بالجميل مع إسدانهم إليهم القبيح، (وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم) ، أي: في الدنيا والآخرة.
انظر الاستعاذة في بداية التفسير، وسورة الأعراف آية (٢٠٠) .
قوله تعالى (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون)
قال ابن كثير: يخبر تعالى عن حال المحتضر عند الموت، من الكافرين أو المفرطين في أمر الله تعالى، وقيلهم عند ذلك، وسؤالهم الرجعة إلى الدنيا، ليصلح ما كان أفسده في مدة حياته، ولهذا قال:(رب، ارجعون. لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلا) كما قال الله تعالى: (وأنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت فيقول: رب، لولا أخرتني إلى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين، ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها والله خبير بما تعملون) وقال تعالى: (وأنذر الناس يوم يأتيهم العذاب فيقول الذين ظلموا: ربنا، أخرنا إلى أجل قريب نجب دعوتك ونتبع الرسل أو لم تكونوا أقسمتم من قبل مالكم من زوال) .
أخرج البستي في تفسيره بسنده الصحيح عن الضحاك يقول (حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون) يعني: أهل الشرك.
أخرج آدم بن أبي إياس بسنده الصحيح عن مجاهد في قول الله (برزخ إلى يوم يبعثون) قال: الحاجز بين الموت والرجوع إلى الدنيا.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله (ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) قال: البرزخ بقية الدنيا.
أخرج البستي بسنده الصحيح عن الضحاك يقول: البرزخ: ما بين الدنيا والآخرة.