قال مسلم: وحدثني الحسن بن علي الحلواني وحجاج بن الشاعر، كلاهما عن أبي عاصم قال حسن: حدثنا أبو عاصم عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "يأكل أهل الجنة فيها ويشربون ولا يتغوطون ولا يتمخطون ولا يبولون ولكن طعامهم ذاك جشاء كرشح المسك يلهمون التسبيح والحمد، كما يلهمون النفس".
قال: وفي حديث حجاج "طعامهم ذلك".
(الصحيح ٤/٢١٨١- بعد رقم ٢٨٣٥- ك الجنة وصفة نعيمها، ب في صفات الجنة وأهلها وتسبيحهم) .
قال ابن كثير: وكثيراً ما يقرن الله تعالى بين صفة الجنة وصفة النار ليرغب في الجنه ويحذر من النار، ولهذا لما ذكر صفة الجنة بما ذكر قال بعده:(تلك عقبى الذين اتقوا وعقبى الكافرين النار) . كما قال تعالى:(لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون) .
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة قوله (والذين آتيناهم الكتاب يفرحون بما أنزل إليك) أولئك أصحاب محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فرحوا بكتاب الله وبرسوله وصدقوا به.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد قوله:(ومن الأحزاب من ينكر بعضه) ، قال: من أهل الكتاب.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة:(وإليه مآب) ، وإليه مصير كل عبد.
قال ابن كثير: يقول تعالى: (والذين آتيناهم الكتاب) وهم قائمون بمقتضاه (يفرحون بما أنزل إليك) أي من القرآن لما في كتبهم من الشواهد على صدقه والبشارة به، كما قال تعالى:(الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته) الآية.