قال البخاري: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن القاسم بن محمد عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس فيه فهو ردّ".
(الصحيح ٥/٣٥٥ ح ٢٦٩٧ - ك الصلح، ب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود) .
وأخرجه مسلم (الصحيح - ك الأقضية، ب نقض الأحكام الباطلة ... ح ١٧١٨) .
قوله تعالى (ألا إن لله ما في السموات والأرض قد يعلم ما أنتم عليه ويوم يرجعون إليه فينبئهم بما عملوا والله بكل شيء عليم)
قال ابن كثير: يخبر تعالى أنه مالك السموات والأرض، وأنه عالم (الغيب والشهادة) ، وهو عالم بما العباد عاملون في سرهم وجهرهم، فقال:(قد يعلم ما أنتم عليه)(وقد) للتحقيق، كما قال قبلها:(قد يعلم الله الذين يتسللون منكم لواذا) ، وقال تعالى:(قد يعلم الله المعوقين منكم، والقائلين لإخوانهم هلم إلينا) . وقال تعالى:(قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها، وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما، إن الله سميع بصير) وقال: (قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون، فإنهم لا يكذبونك، ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون) . وقال:(قد نرى تقلب وجهك في السماء) فكل هذه الآيات فيها تحقيق الفعل بقد، كما يقول المؤذن تحقيقاً وثبوتاً:(قد قامت الصلاة. قد قامت الصلاة) . فقوله تعالى:(قد يعلم ما أنتم عليه) ، أي: هو عالم به، مشاهد له، لا يعزب عنه مثقال ذرة.