هؤلاء الذين خرجوا، بيني وبينهم كتاب الله، يقول الله تعالى في كتابه في امرأة ورجل:(وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكماً من أهله وحكماً من أهلها إن يريدا إصلاحا يوفّق الله بينهما) فأمة محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أعظم دما وحرمة من امرأة ورجل ...
(المسند ح ٦٥٦) ، وصحح أحمد شاكر إسناده، وأخرجه الضياء (المختارة ٢/٢٢٢-٢٢٦ ح ٦٠٥) من طريق ابن أبي عمر العدني، عن يحيى بن سليم به. وقال ابن كثير: إسناده صحيح (البداية والنهاية ٧/٢٧٩-٢٨٠) وصحح إسناده محقق الضياء) . وقال المنذري: رواه أحمد، بإسناد جيد (الترغيب ٣/٦٤) وقال الهيثمى رجاله ثقات (مجمع الزوائد ٣/١١٩) وحسنه السيوطي وصححه المناوى (فيض القدير شرح الجامع الصغير ٥/٤٢٣ ح ١٨٢٤) وصححه الألبانى (صحيح الجامع رقم ٥٥٣٥) .
انظر تفسير سورة البقرة آية (١٣٧) .
أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: فهذا الرجل والمرأة إذا تفاسد الذي بينهما، فأمر الله سبحانه أن يبعثوا رجلا صالحاً من أهل الرجل، ومثله من أهل المرأة، فينظران أيهما المسيء، فإن كان الرجل هو المسيء حجبوا عنه امرأته وقصروه على النفقة، وإن كانت المرأة هي المسيئة، قصروها على زوجها ومنعوها النفقة، فإن اجتمع رأيهما على أن يفرقا أو يجمعا، فأمرهما جائز، فإن رأيا أن يجمعا، فرضي أحد الزوجين وكره ذلك الأخر، ثم مات أحدهما، فإن الذي رضي يرث الذي كره، ولا يرث الكاره الراضي وذلك قوله (إن يريدا إصلاحا) قال: هما الحكمان (يوفق الله بينهما) .
أخرج الطبري وابن أبي حاتم بسنديهما الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس قال: قوله (إن يريدا إصلاحا يوفق الله بينهما) وذلك الحكمان، وكذلك كل مصلح يوفقه الله للحق والصواب.
قوله تعالى (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً)
قال البخاري: حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا همام، حدثنا قتادة: حدثنا أنس ابن مالك، عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - قال، بينا أنا رديف النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ليس بيني وبينه