والوجه الثاني- أن الجوارح هي التي تسأل عن أفعال صاحبها، فتشهد عليه جوارحه بما فعل، قال القرطبي في تفسيره: وهذا المعنى أبلغ في الحجة فإنه يقع تكذيبه من جوارحه، وتلك غاية الخزي كما قال:(اليوم نختم على أفواههم وتكلمنا أيديهم وتشهد أرجلهم بما كانوا يكسبون) وقوله (شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون) قال مقيده عفا الله عنه: والقول الأول أظهر عندي وهو قول الجمهور. ا. هـ.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن طريق علي بن أبي طلحة عن أبي عباس قوله:(ولا تقف ما ليس لك به علم) يقول: لا تقل.
وأخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (ولا تقف) ولا ترمِ.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله تعالى (ولا تقف ما ليس لك به علم) قال: لا تقل رأيت ولم تر، وسمعت ولم تسمع، وعلمت ولم تعلم.
قال ابن كثير: ومضمون ما ذكروه أن الله تعالى نهى عن القول بلا علم، بل بالظن الذي هو التوهم والخيال، كما قال تعالى (اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم) سورة الحجرات آية: ١٢. وفي الحديث:"إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث".
أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة (صحيح البخاري- النكاح، ب لايخطب على خطبة أخيه رقم ٥١٤٣) ، (وصحيح مسلم- البر، ب تحريم الظن والتجسس رقم ٢٥٦٣) .
وفي الحديث الآخر:"من أفرى الفرى أن يُرِيَ عينه ما لم تر".
أخرجه البخاري من حديث ابن عمر (الصحيح- التفسير، ب من كذب في حلمه رقم ٧٠٤٢) .
وفي الصحيح:"من تحلم حلما كلف يوم القيامة أن يعقد بين شعيرتين، وليس بعاقد".
أخرجه البخاري من حديث ابن عباس (المصدر السابق رقم ٧٠٤٣) .