والثانية: التي هي إسكانه الماء المنزل من السماء في الأرض بينها في قوله جل وعلا (ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع في الأرض) والينبوع: الماء الكثير وقوله (فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين) على ما قدمنا في الحجر.
والثالثة: التي هي قدرته على إذهابه أشار لها في قوله تعالى (قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غورا فمن يأتيكم بماء معين) .
قوله تعالى (وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين)
قال الشيخ الشنقيطي: قوله تعالى (وشجرة تخرج من طور سيناء تنبت بالدهن وصبغ للآكلين) قوله: وشجرة: معطوف على: جنات من عطف الخاص على العام. وقد قدمنا مسوغه مراراً: أي فأنشأنا لكم به جنات، وأنشأنا لكم به شجرة تخرج من طور سيناء وهي شجرة الزيتون، كما أشار له تعالى بقوله (يوقد من شجرة مباركة زيتونة) الآية، والدهن الذي تنبت به: هو زيتها المذكور في قوله (يكاد زيتها يضيء) ..
انظر حديث الحاكم عن أبي أسيد الآتي عند الآية (٣٥) من سورة النور، وهو:"كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة".
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد في قوله (طور سيناء) قال: المبارك.
أخرج الطبري بسنده الحسن عن علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، قوله (تنبت بالدهن) يقول: هو الزيت يؤكل ويدهن به.
أخرج عبد الرزاق بسنده الصحيح عن قتادة في قوله (تنبت بالدهن) قال: الزيتون.
قوله تعالى (وإن لكم في الأنعام لعبرة نسقيكم مما في بطونها ولكم فيها منافع كثيرة ومنها تأكلون)
انظر سورة النحل آية (٦٦) إذ ذكر فيها اللبن وفي آية (٥) من سورة النحل بينّ بعض منافعها وآية (٨٠) ، وسورة الزمر آية (٦) وفيها بيان أنواع الأنعام، وسورة غافر آيه (٧٩) فيها بيان بعض المنافع وكذا في سورة الزخرف آية (١٢) .