أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (ألهاكم التكاثر) قال: كانوا يقولون: نحن أكثر من بني فلان، ونحن أعد من بني فلان، وهم كل يوم يتساقطون إلى آخرهم، والله ما زالوا كذلك حتى صاروا من أهل القبور كلهم.
قوله تعالى (كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ)
انظر حديث مسلم عن أنس المتقدم عند الآية ١٠١ من سورة المائدة، وهو حديث:"عرضت علىّ الجنة والنار ... ولو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً ... ".
قوله تعالى (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ)
قال البخاري: حدثنا المكي بن إبراهيم أخبرنا عبد الله بن سعيد - هو ابن أبي هند - عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ".
(الصحيح ١١/٢٣٣ ك الرقاق، ب ما جاء في الرقاق، وأن لا عيش إلا عيش الآخرة ح ٦٤١٢) .
وقال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا خلف بن خليفة، عن يزيد ابن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: خرج رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ذات يوم أو ليلة فإذا هو بأبي بكر وعمر فقال:"ما أخرجكما من بيوتكما هذه الساعة"؟ قالا: الجوع يا رسول الله! قال: "وأنا. والذي نفسي بيده! لأخرجني الذي أخرجكما قوموا"، فقاموا معه فأتى رجلا من الأنصار فإذا هو ليس في بيته فلمّا رأته المرأة قالت: مرحبا! وأهلا! فقال لها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "أين فلان؟ قالت: ذهب يستعذب لنا من الماء إذ جاء الأنصاري فنظر إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وصاحبيه ثم قال: الحمد لله ما أحد اليوم أكرم أضيافاً مني قال فانطلق فجاءهم بعِذق فيه بُسْر وتمر ورطب فقال: كلوا من هذه وأخذ المدية فقال له رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: "إياك! والحلوب"، فذبح لهم فأكلوا من الشاة ومن ذلك العِذق وشربوا فلما أن شبعوا ورووا قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لأبي بكر وعمر: